المدير العام للاتحاد يشارك في منتدى بيكين للثقافة  ويؤكد أن الحوار الثقافي الهادئ والمتساوي بين الشعوب هو شريان التقدم

في إطار زيارة العمل التي أدّاها الى الصين في الفترة من 21 الى 23 سبتمبر 2025 شارك المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية المهندس عبد الرحيم سليمان في فعاليات منتدى بكين للثقافة 2025 ، الذي انعقد في العاصمة بيكبن، تحت شعار "التراث – الابتكار – التعلّم المتبادل"، بمشاركة نحو 800 شخصية من الصين وخارجها، من بينهم خبراء ومسؤولون وصناع قرار في المجالات الثقافية والإعلامية.

وشمل البرنامج جلسة رئيسية وستة منتديات موازية، إلى جانب أكثر من 20 ندوة متخصصة، ومعارض وفعاليات عامة، وتركّزت المحاور حول دمج الثقافة والتكنولوجيا، التراث الرقمي، الإبداع الثقافي، والابتكار في الصناعة السمعية والبصرية.

الثقافة جسر للتقارب بين الشعوب

وفي كلمته خلال المنتدى، أعرب المهندس عبد الرحيم سليمان عن سعادته بالمشاركة لأول مرة في هذا الحدث الثقافي الدولي الهام مؤكدا أن الثقافة ليست مجرد إنتاج فكري أو فني، بل هي رافد أساسي للتواصل والتآخي بين الشعوب، ومذكّرًا بأن الصداقة بين الدول تقوم على التقارب بين القلوب. 

وأضاف أن الروابط التاريخية العريقة بين العرب والصينيين، والتي تأسست عبر طريق الحرير، تمهّد اليوم لبناء روابط أكثر متانة تنبني على مستقبل مشترك يسوده الاحترام المتبادل والحوار.

 

دور الإعلام السمعي والبصري في تعزيز العلاقات

وأشار المدير العام للاتحاد إلى أن الإعلام، وخاصة السمعي والبصري، يمثل أداة رئيسية لتكريس التقارب الثقافي بين الشعوب، وأوضح أن اتحاد إذاعات الدول العربية أخذ على عاتقه هذه المسؤولية عبر تعزيز التعاون مع الشركاء الصينيين، مثل مجموعة الصين للإعلام، الهيئة الوطنية للإذاعة والتلفزيونCCTV+، ومكتب بيكين البلدي للإذاعة والتلفزيون.

ولفت إلى أن الاتحاد عضو فاعل في المجموعة الإعلامية للحزام والطريق منذ تأسيسها، حيث يشغل منصب نائب الرئيس، ما يعكس التزامه العميق بدعم التعاون الإعلامي الصيني-العربي.

 

مبادرات مشتركة ومشاريع تبادل ثقافي

وذكّر المدير العام بعدد من المبادرات المشتركة، من بينها مسابقة الفيديوهات القصيرة الصينية-العربية تحت شعار "نحو مستقبل مزدهر"، الهادفة إلى دعم الشباب المبدع وتسليط الضوء على مشاريع التعاون الثنائي.

كما أشار إلى بث الاتحاد لفعاليات صينية كبرى، من أبرزها الاحتفالية الثمانين لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني والحرب العالمية الثانية، وقد استفادت من هذا البث الإذاعات والتلفزيونات الأعضاء.

وأوضح أيضًا أن الاتحاد بدأ منذ 2024 في تبادل برامج ثقافية مع شبكة CGTN، تشمل عروضًا كبرى مثل سهرة الربيع بمناسبة السنة الصينية الجديدة، مترجمة إلى اللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب برامج حوارية صينية-عربية.

الذكاء الاصطناعي: فرص وتحديات مشتركة

وحول تحديات العصر الرقمي، أكد سليمان أن التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي يمثل ركيزة جديدة للتقارب الثقافي بين الصين والعالم العربي، لكنه أشار إلى أن هذا المجال يطرح رهانات أخلاقية وثقافية ينبغي التعامل معها بجدية، مؤكدًا أهمية تبادل الخبرات لتسخير هذه التقنيات بما يخدم الهوية الثقافية ويحترم الخصوصيات.

ولفت إلى أن اتحاد إذاعات الدول العربية وقّع في إطار قمة المجموعة الإعلامية للحزام والطريق (2024) على إعلان التطوير المشترك والمشاركة لنظام بيئي للابتكار التكنولوجي، في خطوة ترسخ التعاون العربي-الصيني في المجال السمعي والبصري.

 

نحو رؤية مستقبلية مشتركة

واختتم المدير العام كلمته بالتأكيد على أن كل هذه المجالات للتعاون تضع لبنات جديدة في صرح التقارب الثقافي الصيني-العربي، وتسهم في تسريع خطوات الازدهار المشترك.

وقال إن الحوار الثقافي الهادئ والمتساوي بين الشعوب هو شريان التقدم، مؤكدًا أن الاتحاد ملتزم بالعمل مع شركائه الصينيين من أجل بناء مستقبل قائم على التساوي والمصلحة المتبادلة ورؤية مشتركة.