تناول المحور الثاني من الجلسات العلمية لمؤتمر الإعلام العربي موضوع وظائف الإعلام في تناول قضايا التغير المناخي
وترأّس الجلسة الأستاذ أوسم ماجد غانم عضو مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي الذي ثمّن دور اتحاد اذاعات الدول العربية كمنصة تؤسس لرؤية جماعية عربية اتجاه تهديدات المناخ .
.jpg)
وفي مداخلتها بعنوان المفاهيم والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية بيّنت د. بلقيس العشا من البنك الافريقي التنمية الأهمية التي يكتسيها دور الإعلام في وقتنا الحاضر، مشيرة الى أن هذا الموءتمر يأتي في وقت حساس جدا وأكثر الأوقات ملائمة ليلعب دورا فاعلا في قضية تغير المناخ وذلك نظرا لتفاقم الأزمات المناخية، وخاصة الأحداث المناخية الخطيرة التي أصبحت أكثر تواتراً وحدّة، من فيضانات وحرائق وجفاف، وهي أزمات لم تعد تهدد فقط البيئة بل تمسّ حياة الناس واقتصادات الدول، وهو ما يتطلب إعلاماً يقظاً يواكب الأحداث ويفسّر أبعادها لكل فئات المجتمع
ولفتت الى اقتراب نقطة اللاعودة فالعلماء يحذرون من أن العالم يقترب من عتبات حرجة، إذا تم تجاوزها، قد تصبح آثار تغير المناخ غير قابلة للعكس، لذلك فالإعلام مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى بتكثيف التغطية ونقل حجم الخطر .
.jpg)
أما النقطة الثالثة فتهم توفر المعرفة والبيانات مبينة أنه لم يعد هناك نقص في المعلومات العلمية أو التقارير الدولية، بل المشكلة أصبحت في إيصال هذه البيانات إلى الناس بلغة مفهومة ومؤثرة. وهنا يأتي دور الإعلام كمترجم للعلم إلى وعي جماهيري .
وفي المحور الفرعي المتعلق بالتأثير في صناعة القرار للحد من التغير المناخي قدم الأستاذ الكسندر سايير في مداخلته التي كانت عن بعد عرضا عن الإطار العام الذي نشأت فيه اتفافية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ سنة 1992، موضحا أن الهدف كان حينها جمع الأدلة العلمية التي تبين واقع التغير المناخي والحد من هذا التغير المتسارع .
وقال إن الاتفافية تمكنت من حشد تكتل لمجابهة المناخ يضم أكثر من 400 عنصر، يقدم أدلة علمية لصانعي القرار من خلال الخبراء
وشدد الاستاذ سايير على ضرورة أن يحوّل الإعلام هذه المعطيات العلمية إلى سرديات تصل الجمهور وتشرح المعطيات بصيغة مستساغة لدى كل الناس، موضحا أن صحافة الحلول أصبحت من بين التقنيات القادرة على إسناد أصحاب القرار من خلال تقديم المعطيات المستندة إلى الحقائق العلمية .
.jpg)
وفي نفس المحور تطرق الاستاذ غرامينوس ماستروييني من "الاتحاد من أجل المتوسط" الى التواصل والترابط بين الأزمة المناخية وصنّاع القرار والاعلام .
ولاحظ أن البحر الأبيض المتوسط الذي هو أحد أكبر البحار في المنطقة كان يعيش على مدى السنوات ال25 الماضية حالة من الاستقرار، لكن اليوم بات من الضروري أن تترجم الحلول على أرض الواقع وأن نكون قادرين على طمأنة المواطن العادي .
وأكد أن ذلك يتطلب تبسيط اللغة العلمية ليس فقط من أجل إيصال المعلومة بل وأيضا لتحشيد الوعي، أي أن تكون المعلومة واضحة لدى الجمهور العريض. كما يجب أن يكون معطى الاستدامة حاضرا، فبقدر توفر عنصر الاستدامة تكون الرسالة أكثر فاعلية وناجعة .
.jpg)
من ناحيته تناول الاستاذ خالد سليمان من "مجموعة فاروق الاستثمارية" بالعراق في مداخلته بعنوان دور الصحافة الاستقصائية في كشف المخاطر والانتهاكات البيئية، النواقص القانونية في مجال حماية البيئة .
ولاحظ أن 70 بالمائة من السكان في الدول العربية يعيشون في المدن في المقابل تعد البنية التحتية لهذه المدن قديمة ومتهالكة وليست فعالة لمجابهة الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية .
وبين أن القوانين الحالية المتعلقة بالبيئة هي قوانين قديمة وغير مواكبة للتغيرات الحاصلة في النظم البيئية وكذلك التغيرات الجذرية المترتبة عن تغير المناخ الأمر الذي يتطلب إصدار تشريعات جديدة تتعلق بالبيئة.
وتناول المتدخلون بالنقاش الدور الذي تلعبه المرأة في الحفاظ على البيئة، والاقتصاد الدائري وغيره من التقنيات المحافظة على البيئة، كما أكدوا على دور الحكومات في مجابهة التغيرات المناخية والحفاظ على البيئة.
.jpg)