ضمن فعاليات اليوم الثاني للجمعية العامة الخامسة والأربعين لاتحاد ذاعات الدول العربية في فندق ROYAL ASBU بتونس، خصصت الجلسة الأولى للحوار المهني المرافق يوم 17 ديسمبر 2025 لموضوع "دور الإعلام في تحفيز الابتكار الشبابي في قطاعات التنمية" .
وقد ترأّست الجلسة الدكتورة إسلام حسن جواد السعدي الإعلامية العراقية وعضو مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، وشارك فيها خبراء من المغرب وقطر وتونس حول ثلاثة محاور:
- تعزيز التفكير الابتكاري وروح المبادرة لدى الشباب
- الإعلام والشباب: شراكة في خدمة التنمية الشاملة
- تجارب إعلامية في دعم المبادرات الشبابية
د. حسين ساف: بنية المشاريع الابتكارية والرهانات الجديدة
تناول الدكتور حسين ساف المؤسس الشريك لمبادرة الإعلام الذكي لإفريقيا من المغرب، في مداخلته التحوّلات العميقة التي يشهدها قطاع الإعلام في ظل صعود الذكاء الاصطناعي واقتصاد صناعة المحتوى، مؤكدا أن المشاريع الابتكارية اليوم تقوم على معالجة معطيات معقّدة، واستعمال تحليلات البيانات والتنقيب الذكي عنها، إلى جانب تطوير الخطاب البصري والتسويق الرمزي.
كما شدّد على مفهوم التكنولوجيا المسؤولة التي تدمج بين الأخلاقيات والقانون والتكنولوجيا، داعيا إلى أنسنة الابتكار وربطه بالرفاه الاجتماعي والحريات الفردية.
واعتبر أن الرهان الحقيقي يتمثل في إعادة تموقع الإعلام العربي ضمن اقتصاد المحتوى الرقمي، وفق توصيات القمة العالمية لمجتمع المعلومات وخطتي جنيف وتونس، عبر شراكات فعلية تجمع القطاع العام والخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية، مع ضرورة أن يكون اتحاد إذاعات الدول العربية طرفا فاعلا وصاحب قرار في هذه الاستراتيجيات.
.jpg)
أ. ناجي البغوري: الإعلام والشباب.. شراكة في خدمة التنمية الشاملة
وركّز الأستاذ ناجي البغوري منسق برامج الإعلام والاتصال والعلوم الإنسانية والاجتماعية باليونسكو (تونس)، في مداخلته على التحوّلات الديمغرافية والرقمية في المنطقة العربية، حيث يشكّل الشباب أكثر من 60% من السكان، معتبرا أن الإعلام يمكن أن يكون محركا حقيقيا للابتكار والتنمية والسلم الاجتماعي.
وأكد أن الإعلام العمومي مطالب بالقيام بدوره كمنصة موثوقة وشاملة، تضمن عدالة الظهور وتكافؤ الفرص، وتدعم المواهب الشابة، مع تعميم التربية على الإعلام والمعلومات، وتبني مقاربة تجمع بين الأخلاقيات والإدماج والتمكين، حتى يصبح الشباب قوة ابتكار لا عبئًا اقتصاديًا أو اجتماعيًا.
.jpg)
أ. علي صالح السادة: الإعلام الوطني وتمكين الابتكار الشبابي
وأبرز الأستاذ علي بن صالح السادة مدير تلفزيون قطر في مداخلته، البعد الاستراتيجي للعلاقة بين الإعلام والابتكار والشباب، مشيرًا إلى أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للأخبار، بل أصبح قوة معرفية قادرة على تشكيل الوعي وبناء ثقافة الإبداع.
واستعرض تجربة تلفزيون قطر في دعم الابتكار، من خلال برامج نوعية مثل "نجوم العلوم"، ونشر المعرفة العلمية، وإبراز قصص النجاح الوطنية، وبناء شراكات مع الجامعات والمؤسسات البحثية.
كما توقف عند أهمية التحوّل الرقمي داخل المؤسسات الإعلامية نفسها، واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتكوين الكوادر الإعلامية الشابة، باعتبارها شرطًا أساسيا لمواكبة المستقبل.
.jpg)
أ. وليد بن رحومة: الإعلام الاقتصادي كرافعة للريادة الشبابية
وقدّم الإعلامي التونسي في إذاعة EXPRESS FM وليد بن رحومة تجربة الإذاعة كنموذج للإعلام الاقتصادي الذي تحوّل إلى فاعل مباشر في دعم ريادة الأعمال والابتكار.
وأوضح كيف أسهمت الإذاعة منذ تأسيسها في تبسيط المفاهيم الاقتصادية، ونشر ثقافة المبادرة، وتسليط الضوء على قصص النجاح، إلى جانب إطلاق مبادرات رائدة مثل مسابقة "عندي فكرة"، التي تحوّلت إلى حاضنة وطنية للمشاريع الشبابية.
وأكد أن الإعلام الاقتصادي قادر على أن يكون مدرسة، ومنصة تمكين، وشريكا فعليا في التنمية.
.jpg)

