تعامل الإعلام العربي مع الإعلام الرقمي العالمي

هو عنوان الندوة التي نظمها اتحاد إذاعات الدول العربية يوم الثلاثاء 14 ديسمبر 2021 بمناسبة انعقاد الجمعية العامة (41) في مدينة الرياض (المملكة العربية السعودية).

وقد شارك فيها نخبة من المتخصّصين والمهتمين بهذا الموضوع من الوطن العربي والدول الأوروبية والآسيوية.

وقد تابع هذه الندوة ممثّلو هيئات الإذاعة والتلفزيون العربية والإعلاميون السعوديون وجمع من المدعوّين.وكان أوّل المتدخلين المهندس عبد الرحيم سليمان المدير العام للاتحاد الذي  قدّم عرضا طرح السؤال التالي :

كيف يجب أن نتفاعل عربيا مع الهيمنة الرقمية العالمية ؟ ومن العناصر التي ركّز عليها :

أنّ هناك إشكاليات كبيرة فرضتها الثورة الرقمية يتعيّن العمل على  مواجهتها:

- هيمنة عمالقة التكنولوجيا والسياسات التي تتّبعها الدول للحدّ منها.

- إغلاق الثغرات الضريبية عبر الحدود التي يستخدمها عمالقة التكنولوجيا.

- اهتمام الاتحاد بدراسة تحدّيات هيمنة الشركات العملاقة على المستوى العربي.

وأدار الندوة الخبير الإعلامي السعودي الدكتور عبد الله بن ناصر الحمّود الذي أبرز أنّ اختيار الاتحاد لمناقشة هذا الموضوع هو اختيار استراتيجي ونظرة عقلانية ،لما أحدثته البنية الرقميّة من تغييرات حادّة في التجربة الإعلامية الاتصالية للناس.

وتمّ في بداية الندوة التطرّق إلى محورين أساسيين، خصّص أوّلهما للتعامل الإقليمي مع الإعلام الرقمي العالمي. (في المنطقتين الأوروبية والآسيوية).

فعلى الصعيد الأوروبي، استمع الحاضرون إلى مداخلة كلّ من الخبير الإعلامي جاكومو مازوني (سويسرا)،

وكريستوف لوكليرك Christophe Leclerc  الرئيس التنفيذي لمؤسسة Media Network EURACTIV، اللذين استعرضا التشريعات التي وضعت في بعض الدول الأوروبية، وعلاقتها باستخدام المنصّات الرقمية وحماية المعطيات الشخصية.

أما الدكتور جواد متّقي الأمين العام لاتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادي فقدّم مداخلة  تحدّث فيها عن التجارب العملية التي خاضتها دول آسيا  في مجال الإعلام الرقمي، ولا سيما استراليا وكوريا وإندونيسيا و "ماكاو " بالصين...

وأكّد ضرورة أن يكون هناك محتوى تنافسي قادر على تقديم خدمات تتوفر على جودة عالية حتّى تضمن لها الرّواج لدى المتلقّين.

ومن جهته أثار الدكتور دفيد وود David Wood الخبير باتحاد الإذاعات الأوروبية  موضوع التغييرات التي طرأت في الساحة الإعلامية،مركّزا على استخدام المحتوى الجذّاب الذي يستأثر بالاهتمام ويتوفر على  المصداقية.

واستعرض المحاضر التكنولوجيات المتطوّرة التي شُرع في تطبيقها على الهواتف الجوّالة وغيرها من الوسائط الحديثة. وعبّر عن التطلّع إلى توثيق المزيد من  التعاون بين الإذاعة والإنترنت.

وتُوّح هذا المحور بمداخلة المهندس باسل الزعبي مدير إدارة التكنولوجيا والتطوير باتحاد إذاعات الدول العربية  ، حيث تساءل كيف للتكنولوجيا أن تساهم في تعزيز الإعلام الرقمي العربي ؟

 

أمّا الجلسة الثانية من هذه الندوة فقد خصّصت لاستعراض عدد من التجارب الوطنية في المنطقة العربية وأوروبا وآسيا حول تعاملها مع الإعلام الرقمي.

واستهلّها الأستاذ لي تاهيون الرئيس التنفيذي لشركة WAYYE الكورية بتقديم بيانات تخصّ استراتيجيات شركته في مجال نشاطها على المنصّات الرقمية وصناعة المحتوى.

× الورقة الثانية كانت حول التجربة السعودية التي عرّفت بها الخبيرة الإعلامية الدكتورة عهود بنت سلطان الشهيل، وقد ذكّرت فيها بمكوّنات الهوية الوطنية ببلادها في مجال الإعلام الرقمي من خلال رؤية 2030.

× الورقة الثالثة كانت عن  ملامح التجربة الصينية وقدّمتها الأستاذة WENYARU رئيسة تحرير قناة CGTN  الرقمية حيث بيّنت الأسس التي تقوم عليها تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وأثرها على الإعلام التقليدي، واستخدام التلفزيون الصيني لهذه التقنية الحديثة.

وانتهت الندوة بالإعلان عن مجموعة توصيات  انبثقت من خلال العروض التي قدّمها الخبراء والنقاشات التي دارت بالمناسبة .وفي الختام ألقى الأستاذ محمد بن فهد الحارثي رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية كلمة توجّه فيها بالشكر إلى الاتحاد على تنظيم هذه الندوة، منوّها  بالإضافات التي ميّزت مداخلات الخبراء وبأهمّية البيانات التي قدّموها خلال هذه الندوة.و أ عرب عن الأمل في أن تعمّم وقائعها على المهنيين وعلى طلبة كليات الإعلام وسائر المؤسسات الجامعية.